هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوى
أخبار منتدى الطنطاوى
بناء على رغبة الكثير من الأعضاء تم انشاء منتدى مدفوع لفضيلة القارئ الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوى بما فيه من مميزات أتمنى من الله العلى القدير أن ينال اعجابكم وبه تزيد موضوعاتكم
والى حضراتكم رابط المنتدى الجديد
http://eltantawy.fakaka.com/
مقالات متنوعه للدكتور عائض القرنى-إحرص على ما ينفعك-أٌُترك التقليد
3 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
المجاهدة
عدد المساهمات : 144 نقاط : 191 تاريخ التسجيل : 13/05/2010 العمر : 35
موضوع: مقالات متنوعه للدكتور عائض القرنى-إحرص على ما ينفعك-أٌُترك التقليد الخميس 4 نوفمبر 2010 - 22:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
"المقال الثالث"
"إحرص على ما ينفعك"
الحرص : تحرك الإرادة ، وانبعاث العزيمة ، واقتناص الفرص المناسبة ، والمسارعة إلى قطف ثمار المنافع ، وحصد سنابل الفوائد ، وتقييد شوارد المصالح ،والحريص العاقل من لا يزال مراقباً للمناسبات ، ملاحظاً للأوقات ، حتى يهجم ببصيرته على ما يصلح دينه ودنياه.
والحرص على ما ينفع دليل على صدق النية ، وقوة العزيمة ، وسلامة الطبع واعتدال المزاج ، وغزارة الفهم ، لأن كل عاقل سوي يجتهد في جلب الخير لنفسه ، ودفع الضر عنها، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (احرص على ما ينفعك ) أعظم دليل على بذل الجهد في حصول المطلوب ، وترك التخاذل والتكاسل بحجة القدر ، فإن هذا دليل القاعدين الفاشلين ، بل على العبد أن يحرص غاية الحرص على كسب ما ينفعه من الأقوال والأعمال والرزق الحلال ، ويستفرغ الجهد في تحصيل المنفعة الدينية والدنيوية بأحسن السبل الشرعية .
ولا يهمل مصالحه إلا غافل بليد ، ولا يفرط في مكاسبه إلا أبله رعديد ، فإن الوحي جاء باستثارة الهمم ، ومناداة العزائم ، وتحريك الإرادات، لتنبعث طالبة فاعلة مؤثرة، تجني الخير، وتجمع الفضائل، وتحصِّل القيم ، وحِرصُ العبد على ما ينفعه أول أبواب الفضائل ، لأنه مِن عمل النية، ثم يتبعه الحركة الراشدة ، والتوثب الصادق ، واليقظة التامة ، فيسعى جاهداً في إصلاح نيته ، وإحسان عمله ، وتعمير مستقبله ، وحيازة رزقه الحلال ، والقيام بمن يعول ، وتهذيب نفسه ، وتقويم اعوجاجه ، ولا تلقى مفرطاً أضاع نصيبه من الخير إلا لتركه الحرص على نفع نفسه ، ولا تجد محروماً ، من السعادة إلا من أهمل إرادته ، وعطل عزيمته ، فأنفق عمره في الأماني الكاذبة ، والخيالات الفاسدة ، والوساوس الخادعة ، حتى بدد العمر في سوق الغبن ، ومزق ثوب الأيام بكف التفريط ، وأحرق شجرة الهمة بنار الخذلان .
إن حرص العبد على ما ينفعه واجب شرعي ، وضرورة عقلية ، بها يصل العبد إلى مصاف الناجحين ، ومراقي الصاعدين في سلم القبول ، ومعارج التفوق، وبها يطوي بروج الفضائل ، ويقطع مسارات الخيرات ، فهو سباق لكل عمل نبيل ، وثاب لكل فعل جميل ، مسارع لكل مقصد جليل ، في قلبه نور الهمة منقدح ، وفي نفسه زند الحرص الصادق محترق ، فهنيئاً له سموه وتقدمه وتميزه .
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
"المقال الرابع"
"أُترك التقليد"
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الآخرين . إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم ، وكلامهم ومواهبهم وظروفهم ، لينصهروا في شخصيات الآخرين ، فإذا التكلف والصلف ، والاحتراق ، ولإعدام للكيان وللذات .
من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة ، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق.
أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ، ولن يأتي في الدنيا مثلك شبيه .
أنت مختلف تماماً عن زيد وعمرو ، فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان.
انطلق على هيئتك وسجيتك ( قد علم كل أناس مشربهم ) ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) عش كما خلقت لا تغير صوتك ، لا تبدل نبرتك ، لا تخالف مشيتك ، هذّب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغ وجودك وتقتل استقلالك.
أنت لك طعم خاص ، ولون خاص ، ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ، لأنك خلقت هكذا ، وعرفناك هكذا (( لا يكن أحدكم إمعة )) .
إن الناس في طباعهم أشبه بعالم الأشجار : حلو وحامض ، وطويل وقصير ، وهكذا فليكونوا ، فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من آيات الباري فلا تجحد آياته .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :
اشتر نفسك ؛ اليوم فإن السوق ، والثمن موجود ، والبضائع رخيصة ، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير ( ذلك يوم التغابن ) ( يوم يعض الظالم على يديه ) . إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
الشيخ سلمان
عدد المساهمات : 286 نقاط : 308 تاريخ التسجيل : 01/05/2010
موضوع: رد: مقالات متنوعه للدكتور عائض القرنى-إحرص على ما ينفعك-أٌُترك التقليد الجمعة 5 نوفمبر 2010 - 16:47
المجاهدة كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
"المقال الثالث"
"إحرص على ما ينفعك"
الحرص : تحرك الإرادة ، وانبعاث العزيمة ، واقتناص الفرص المناسبة ، والمسارعة إلى قطف ثمار المنافع ، وحصد سنابل الفوائد ، وتقييد شوارد المصالح ،والحريص العاقل من لا يزال مراقباً للمناسبات ، ملاحظاً للأوقات ، حتى يهجم ببصيرته على ما يصلح دينه ودنياه.
والحرص على ما ينفع دليل على صدق النية ، وقوة العزيمة ، وسلامة الطبع واعتدال المزاج ، وغزارة الفهم ، لأن كل عاقل سوي يجتهد في جلب الخير لنفسه ، ودفع الضر عنها، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (احرص على ما ينفعك ) أعظم دليل على بذل الجهد في حصول المطلوب ، وترك التخاذل والتكاسل بحجة القدر ، فإن هذا دليل القاعدين الفاشلين ، بل على العبد أن يحرص غاية الحرص على كسب ما ينفعه من الأقوال والأعمال والرزق الحلال ، ويستفرغ الجهد في تحصيل المنفعة الدينية والدنيوية بأحسن السبل الشرعية .
ولا يهمل مصالحه إلا غافل بليد ، ولا يفرط في مكاسبه إلا أبله رعديد ، فإن الوحي جاء باستثارة الهمم ، ومناداة العزائم ، وتحريك الإرادات، لتنبعث طالبة فاعلة مؤثرة، تجني الخير، وتجمع الفضائل، وتحصِّل القيم ، وحِرصُ العبد على ما ينفعه أول أبواب الفضائل ، لأنه مِن عمل النية، ثم يتبعه الحركة الراشدة ، والتوثب الصادق ، واليقظة التامة ، فيسعى جاهداً في إصلاح نيته ، وإحسان عمله ، وتعمير مستقبله ، وحيازة رزقه الحلال ، والقيام بمن يعول ، وتهذيب نفسه ، وتقويم اعوجاجه ، ولا تلقى مفرطاً أضاع نصيبه من الخير إلا لتركه الحرص على نفع نفسه ، ولا تجد محروماً ، من السعادة إلا من أهمل إرادته ، وعطل عزيمته ، فأنفق عمره في الأماني الكاذبة ، والخيالات الفاسدة ، والوساوس الخادعة ، حتى بدد العمر في سوق الغبن ، ومزق ثوب الأيام بكف التفريط ، وأحرق شجرة الهمة بنار الخذلان .
إن حرص العبد على ما ينفعه واجب شرعي ، وضرورة عقلية ، بها يصل العبد إلى مصاف الناجحين ، ومراقي الصاعدين في سلم القبول ، ومعارج التفوق، وبها يطوي بروج الفضائل ، ويقطع مسارات الخيرات ، فهو سباق لكل عمل نبيل ، وثاب لكل فعل جميل ، مسارع لكل مقصد جليل ، في قلبه نور الهمة منقدح ، وفي نفسه زند الحرص الصادق محترق ، فهنيئاً له سموه وتقدمه وتميزه .
قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
"المقال الرابع"
"أُترك التقليد"
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الآخرين . إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم ، وكلامهم ومواهبهم وظروفهم ، لينصهروا في شخصيات الآخرين ، فإذا التكلف والصلف ، والاحتراق ، ولإعدام للكيان وللذات .
من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة ، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق.
أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ، ولن يأتي في الدنيا مثلك شبيه .
أنت مختلف تماماً عن زيد وعمرو ، فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان.
انطلق على هيئتك وسجيتك ( قد علم كل أناس مشربهم ) ( ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات ) عش كما خلقت لا تغير صوتك ، لا تبدل نبرتك ، لا تخالف مشيتك ، هذّب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغ وجودك وتقتل استقلالك.
أنت لك طعم خاص ، ولون خاص ، ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ، لأنك خلقت هكذا ، وعرفناك هكذا (( لا يكن أحدكم إمعة )) .
إن الناس في طباعهم أشبه بعالم الأشجار : حلو وحامض ، وطويل وقصير ، وهكذا فليكونوا ، فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من آيات الباري فلا تجحد آياته .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :
اشتر نفسك ؛ اليوم فإن السوق ، والثمن موجود ، والبضائع رخيصة ، وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير ( ذلك يوم التغابن ) ( يوم يعض الظالم على يديه ) . إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
بارك الله فيكم أختنا الفاضلة / المجاهدة وكلام طيب جميل أسال الله تعالى أن يجعله فى ميزان حسناتكم وأن يتقبل منا ومنكم وأن ينفع بنا وبكم وحفظ الله فضيلة الشيخ الجليل صاحب القلم السيال بالعبارات المنمقة الجذابة الى ترتاح لها الآذان وتهدأ القلوب وتهنأ فضيلة الشيخ الدكتور / عائض القرنى حفظ الله تعالى
على عبد الدايم
عدد المساهمات : 329 نقاط : 333 تاريخ التسجيل : 26/07/2010 العمر : 53
موضوع: رد: مقالات متنوعه للدكتور عائض القرنى-إحرص على ما ينفعك-أٌُترك التقليد الأربعاء 8 ديسمبر 2010 - 23:49
جزاك الله ألف خير
مقالات متنوعه للدكتور عائض القرنى-إحرص على ما ينفعك-أٌُترك التقليد